الرئيسية » الحاقة! حقيقة الحياة الدنيا و الاخرة


الرابط لاتنسى مشاركتة مع الاصدقاء

بدأت سورة الحاقة بالقسم بإسم من اسماء يوم القيامة وهي الحاقة بمعنى اليوم الذي
تحق فيها الامور وتستقر. وقد اوضحت السورة تفاصيل وحقائق الحياة الاولـــى و الآخــرة

هذه الحقائق التي سيذكرها الله تعالى يقول بأنها لايمكن ان يكون مصدرها انسان مهما يكن
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ) يقصد بها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم فلا يمكــن لغير الخالـــق
اخبارك بتفاصيل الحياة منذ بدايتها بل وقبل ان تبدأ الى نهايتها و تفاصيل ما يحدث بعد نهايتها.
مهما بلغ الانسان من العلم فلا يمكن له حتى ان يدرك او يتخيل تفاصيل الحياة الدنيا او الاخرة
بهذه التفاصيل والتسلسل الذي يجيب عن كل سؤال يخطر في بالك عن معنى الحياة في صفحة
واحدة و هي سورة الحاقة. بداية بتفسير الاثار التي نراها اليوم ولم نكن نعلم ما هي قصتها
مثل اثار قوم ثمود و عاد و فرعون و قوم نوح. اتى تسلسل الاحـداث فـــي سطرين لتستــوعب
ما حدث قبلك مع وجود ادلة وبراهين تراها اليوم تتوافق بشكل كامل مع ما تم ذكرة في القرآن
هنا يبين القران حقيقة ماضية بمعنى انها قد حدثت من قبل الهدف منها أن نعرف بأنة لايمكن
ان يكون مصدرها انسان والسبب الثاني بما انها حدثت فبالتأكيد يوجد لها آثار وبراهين يمكن
ان تراها الى اليوم (فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ)  السبب ( لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ )

بعد ما اخبرنا الله تعالى الحقيقة الماضية عن الاقوام السابقة يبدأ بسرد تفاصيل الحياة الاخرة
وهي حقيقة غيبية لانراها (وَمَا لا تُبْصِرُونَ)بدأت في قولة تعالى ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ )
بدء التدرج من الحياة الدنيا التي نراها الى الحياة الآخرة الغيبية التي لا نراها بشكل تدريجي
غاية في الدقة في قولة تعالى ( وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ) ذكرت الأرض والجبال
التي نراها ونمشي عليها شيء ملموس نراه في الحياة الدنيا وانتقالها الى حالة اوفعل لا نراه
ومن ثم الى ما هو اكبر من الجبال و الارض في قولة ( وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ )
هنا لم يبقى ما نراه من الحياة الدنيا كل ما يحيط بنا الارض و السماء قد اختفت وبدأت مرحلة
الأمور الغيبية الكاملة قال تعالى ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ )
ومن ثم جمع الناس و محاسبتهم ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) وبعد الحساب ينقسم
الناس الى قسمين وهما اصحاب اليمين ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ )
الذين تستقر حياتهم وحالهم كما يلي ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ) ( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ )
القسم الثاني هم اصحاب الشمال ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ)
الذين تستقر حياتهم و حالهم كما يلي ( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ) ( ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ )

هنا وصلنا الى نهاية تسلسل الاحداث من بداية الحياة الاولى التي نراها الى نهاية الحياة
الثانية التي لا نراها. هذه الاحداث التي لن يصل مجال ادارك مخلوق اليها ابدا والدليل اذا
كان ادراك الانسان يصل الى هذه المرحلة لسمعنا قصص مختلفة كثيرة عن بداية الحياة
الى ما سيحدث بعد الموت. ولذلك توجد قصة واحدة فقط في جميع الاديان ومنها التي حرفت
لهذا اقسم الله بقولة (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)
اما الدقة في تسلسل الاحداث واختصارها في اسطر (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ)
اما المعلومات التفصيلية لحياة من قبلنا و ما سيحدث بعدنا ليس مصدره سحر او جن او غير
ذلك كما ورد في قولة ( وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ) انما هو ( تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ )

بالرغم من كل هذه التفاصيل و المنهج الواضح الذي لا يوجد منهج غيره يوضح لك تفاصيل
ما حدث وما سيحدث الى انك ستجد من يكذب ذلك! ( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ )
رغم عدم وجود ادلة لمنهج آخر لذلك تجدة في حيرة وحسرة (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ)

يمكننا ان نستنتج العديد من الامور غاية في الاهمية من سورة الحاقة ومنها
قوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ )
كلمة إني ظننت اني ملاقي حسابي دليل واضح على انه لا احد يدخل الجنة بعمله بل برحمه الله
ومعنى الايه انه عندما يحاسب الانسان حساباً بميزان عادل لكل صغيرة و كبيرة في حياتة تظهر
له ذنوب كثيرة و تقصير واضح في العبادات و شكر نعم الله ترجح كفه المعاصي على الحسنات
في هذه اللحظة يري الله تعالى الانسان حسابه بالعدل وليس بالرحمه فيرى انه سيدخل النار
ولكن بعدها تعاد المحاسبة و لكن برحمة الله فيأتي الاستغفار في المقدمة ليعيد مسح السجلات
وتحويل السيئات الى الحسنات . وتصل الرحمة الى ابعد من ذلك منها ان الله يرى عمل بسيط
في حياة الانسان قد لا يلقي له بال فيدخل الجنة بهذا العمل بغض النظر عن نتيجة الحساب بالميزان
والهدف من ذلك ان كل من يدخل الجنة يعرف انه دخل بفضل و رحمة من الله و ليس بعملة مهما كان عملة

قد يسأل شخص بما ان الدخول بالرحمة و ليس بالعمل فلماذا نعمل , نضيف على ذلك ان ما نقوم
به من اعمال في الاساس لا تزيد في ملك الله ولا تنقص منه شيئأ. فلماذا نعمل ؟
الجواب بسيط وكل شخص يستطيع الاجابة عن نفسة اسأل نفسك هذا السؤال لماذا سيرحمني الله ؟
ماذا قدمت له ليرحمني يوم الحساب و يتغاضى عن اخطائي.
كل شخص يعرف ما فعل في حياتة و اهمها فعل ما أمر به الله و اجتناب ما نهى عنة والمشقة التي
تواجهها هنا هي الجواب على سؤال لماذا سيرحمني الله. اما عندما يأتي انسان لم يعمل ابسط الاعمال و هي الفرائض ويقول ان الله سيرحمني يعيد على نفسه دائما هذا السؤال لماذا سيرحمني الله ؟

نحن و نحن بشر احب مالدينا في الدنيا ابنائنا ونحن ارحم بهم من انفسنا. عندما يكون لديك ابناء ودائما ما تأمرهم بشيء تجد من يحاول ان يقوم بها على اكمل وجه حتى لو لم يقم بها كما تريد ولكن حاول ستحبه و تسامحه على الاخطاء التي ارتكبها اما الابن الذي كل ما قلت له امر لم يقم بأي شيء ولم يحاول ولا يلقي لك اي بال هل لو أخطأ ستسامحه. ولله المثل الاعلى وما يشرح الصدر في هذا المثال ان الله ارحم بنا من رحمتنا بأبنائنا.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *